يأتي هذا الكتيب في إطار سعي أكاديمي لفهم وتحليل بنية الدكتاتورية في سوريا عبر نموذجين مختلفين من السلطة السياسية: نظام الأسد الذي ساد لعقود طويلة بالعقلية القوموية، والنظام الجديد بقيادة أحمد الشرع الذي تولّى الحكم بعد سقوط النظام السابق منذ ستة أشهر. يهدف البحث إلى تقديم دراسة معمّقة في الأبعاد السياسية والرمزية والاجتماعية التي أسهمت في تكريس السلطة، وفي الوقت نفسه تحليل الاستمرارية والانقطاعات بين النظامين من حيث الآليات التي تُستخدم لإدارة الجمهور، والتحكم بالخطاب العام، وصناعة الشرعية الرمزية من خلال الشعارات القومية والدينية.
يُعالج البحث عدداً من المحاور الجوهرية التي تُشكّل العمود الفقري لفهم طبيعة الأنظمة السلطوية في السياق السوري، بما في ذلك استخدام الطقوس والدعاية الرمزية، تحويل العدو إلى عنصر تعبوي دائم، إعادة إنتاج مفاهيم السيادة والهوية بأساليب تعبوية، والسيطرة على الفضاء العام من خلال الرقابة والإقصاء وإعادة تشكيل الوعي الجمعي. كما يُبرز البحث كيف يُعاد إنتاج الدكتاتورية بأدوات جديدة، حتى عندما تتغير الشعارات أو تتبدل القيادات.
يتبنى البحث مقاربة تحليلية مقارنة، تستند إلى تحليل الخطاب السياسي، ودراسة البنية الرمزية، والتشكلات الاجتماعية والنفسية التي تشكل العلاقة بين الدولة والمجتمع في ظل الأنظمة السلطوية. كما يعتمد على مراجعة عدد كبير من المراجع الأكاديمية العربية والأجنبية التي تناولت مفاهيم الطغيان، التحكم السياسي، بناء الرموز القومية، واستخدام الدين في ترسيخ السلطة.
لا يهدف هذا البحث إلى تقديم أحكام سياسية مباشرة، بل يسعى إلى بناء فهم علمي عميق للكيفية التي تُصنع بها السلطة في سوريا، وكيف يمكن لآليات التحكم والتوجيه أن تتطور وتُعيد إنتاج ذاتها حتى في ظل التحولات السياسية الجذرية. إنه مساهمة بحثية مفتوحة للنقاش، ترصد تجربة حية ومستمرة، وتطرح أسئلة جديدة حول مصير العلاقة بين الدولة والمجتمع، وحول إمكانية الخروج من الحلقة المفرغة للدكتاتورية نحو أفق سياسي أكثر تعددية وعدالة وشفافية.
أسم الكتب (البحث): صناعة الطغيان في سوريا ( من قوموية الأسد إلى شعارات الشرع )
للباحث: إبراهيم مصطفى (كابان)
جهة النشر: مؤسسة الجيوستراتيجي للدراسات
تاريخ النشر: آواخر أيار/ مايو2025
لقراءة البحث أو تحميله:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق